4 أبريل 2009

إتفاقية كامب ديفيد.....خيانة لمصر ولفلسطين وللإسلام

هدية بيجين لأنصار‮ ‬كامب ديفيد‮ .. ‬فضيحة

أكرم خميس -الأسبوع =3-4-2009


1-ماذا فعلت أمريكا؟‮!‬
قال الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في كتابه‮ '‬الاحتفاظ بالإيمان‮' ‬المنشور عام ‮٢٨٩١ ‬عندما علم أن الرئيس السادات قرر الانسحاب من مفاوضات كامب ديفيد‮:‬
‮'‬لسبب ما استبدلت ملابسي بملابس أكثر رسمية‮...'.‬
‮'‬شرحت له النتائج بالغة الخطورة التي تترتب علي إنهاء المفاوضات من جانب واحد،‮ ‬وأن عمله سيضر بالعلاقة بين مصر والولايات المتحدة،‮ ‬وأن مسئولية الفشل سيتحملها هو،‮ ‬وكنت جادا‮ ‬إلي أقصي حد،‮ ‬وكان هو يعرف ذلك‮.. ‬الواقع أنني لم أكن جادا‮ ‬في أي يوم في حياتي أكثر من ذلك‮' ‬انتهي كلام كارتر‮..‬


2-وماذا ستفعل مصر؟
تنص المادة الأولي فقرة‮ '١' ‬من وثيقة كامب ديفيد الرئيسية علي‮:
- الامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد إسرائيل،‮ ‬وكفالة عدم صدور أي فعل من أفعال الحرب أو العنف أو التهديد بها من داخل مصر حتي لو لم تكن صادرة من قوات خاضعة لسيطرة مصر أو مرابطة علي أرضها‮.‬
- الامتناع عن التنظيم أو التحريض أو الاشتراك في أي فعل من أفعال الحرب أو العنف ضد إسرائيل في أي مكان في العالم‮ '...' ‬ومحاكمة أي مصري يقيم في أي مكان في العالم،‮ ‬وأي أجنبي في مصر ينظم أو يحرض أو يساعد علي ذلك‮ '‬المادة ‮٢ - فقرة ‮٣'.‬
- الامتناع عن أية دعاية ضد إسرائيل‮ '‬مادة ‮٥ - ‬فقرة ‮٣'.‬
- ‬فتح قناة السويس لمرور السفن والشحنات الإسرائيلية‮ '‬مادة ‮٥ - فقرة‮١'.‬


3-و‮.. ‬قائمة الشرف
خمسة عشر نائبا‮ ‬فقط رفضوا الموافقة علي الاتفاقية في مجلس الشعب،‮ ‬رغم أنهم لم يقرأوها أو يعرفوا الكوارث التي تزدحم بها،‮ ‬كذلك لم يقرأها الأعضاء الموافقون‮.. ‬تضم قائمة الشرف الأسماء الآتية‮: ‬
د‮. ‬محمد حلمي مراد و محمود علي زينهم و أحمد طه أحمد و قباري عبدالله عبدالحليم وعادل عبدالمقصود عيد و‮ .‬د‮. ‬أحمد القاضي و كمال محمد أحمد محمد و خالد محيي الدين و طلعت رسلان و عبدالمنعم حسين إبراهيم و أحمد محمد إبراهيم يونس ومحمد كمال عبدالمجيد سعد و صلاح أبوإسماعيل و‮ - ‬ممتاز نصار‮
####الوثيقة التي أذاعتها دولة العدو خلال احتفالاتها بمرور‮ ‬30‮ ‬عاما علي اتفاقية السلام مع مصر تستحق وقفة مطولة،‮ ‬فما جاء بها خطير بمعايير التاريخ وحسابات المستقبل‮. ‬
الوثيقة،‮ ‬وهي عبارة عن تسجيل لحديث تم بين رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق مناحم بيجين وحفيدته عقب توقيع الاتفاقية الشهيرة مع الرئيس الراحل أنور السادات،‮ ‬تتضمن عددا من الاعترافات التي تكشف حقيقة السلام الذي قيل لنا إنه يعكس‮ '‬جراءة السادات وقدرته علي التعامل مع الإسرائيليين بطريقتهم‮'. ‬
بيجين قال لحفيدته في التسجيل الذي بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي‮: '‬إنه عندما هبط السادات في مطار بن جوريون،‮ ‬كانت اتفاقية السلام قد اكتملت تقريبا‮ ‬بعد لقاءات سرية عقدت في المغرب بين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي،‮ ‬ومسئولين مصريين‮'.. ‬وهذا معناه أن زيارة الرئيس السادات إلي القدس التي تمت في نوفمبر‮ ‬1977،‮ ‬لم تكن - كما قيل عنها - خرقا لجدار،‮ ‬ولا حتي تجاوزا هادئا له،‮ ‬ولكنها كانت إكمالا لدور وجزء من سيناريو لم ير العرب منه سوي طائرة رئيس مصر وهي تهبط به في مطار بن جوريون‮. ‬
بيجين ذكر أيضا أنه وخلال لقائه بالرئيس السادات في كامب ديفيد‮ (‬عام‮ ‬1978‮) ‬وبعد الاتفاق مع القاهرة علي إخلاء سيناء بقيت ثلاث معضلات،‮ ‬هي إخلاء رفح واستقلال الضفة الغربية وإعطاؤها للفلسطينيين،‮ ‬بالإضافة إلي مشكلة القدس‮.. ‬لافتا إلي أن‮ '‬رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق كان قد عرض موضوع سيناء علي الكنيست ووافق الأخير علي الأمر بالإجماع،‮ ‬بينما تعنت بيجين في موضوع الضفة الغربية نظرا لأن مصطلح استقلال معناه دولة فلسطينية وهو ما سيكون خطرا علي أمن تل أبيب‮'. ‬
وأخبر بيجين حفيدته بعرض تل أبيب علي مصر مصطلح حكم ذاتي بدلا من ضفة مستقلة،‮ ‬موضحا أيضا أن‮ '‬مشكلة القدس كانت ستقوم بتفجير المفاوضات مع القاهرة‮'. ‬وقال بيجين‮ '‬في اليوم الأخير للمناقشات مع السادات تلقيت مسودة مذكرة من كارتر جاء فيها إن شرق القدس منطقة محتلة وتسير عليها قوانين الأراضي المحتلة،‮ ‬لكنني قلت لكارتر إنه لو تضمنت المذكرة لا المسودة هذه العبارة فإنني لن أوقع علي اتفاقية السلام مع مصر،‮ ‬مضيفا أنه في نهاية الأمر لم يتم ذكر موضوع القدس أبدا في الاتفاقية‮'.‬
هنا المعني واضح،‮ ‬فخلافا لما يقال عن انتصار الرئيس السادات للحق الفلسطيني وما يرتبط بذلك من اتهامات للفلسطينيين بالغباء السياسي لرفضهم المبكر للانخراط في عملية التسوية،‮ ‬يظهر التسجيل أن الطرف الإسرائيلي هو الذي فرض إرادته كاملة خلال صياغة النصوص النهائية سواء لمعاهدة كامب ديفيد الموقعة في سبتمبر‮ ‬1978‮ ‬أو اتفاقية السلام‮ مارس عام 9791. ‬أكثر من ذلك،‮ ‬يؤكد الشريط‮ (‬الوثيقة‮) ‬أننا بحاجة ملحة للاطلاع علي الوثائق المصرية المقابلة لمعرفة حقيقة ما جري حتي تتضح الحقيقة،‮ ‬ويعرف الجميع هل كان السادات حقا‮ '‬بطلا للسلام‮' ‬أم مجرد منفذ لدور تمت صياغته خلف الكواليس؟‮.

ليست هناك تعليقات: