25 أبريل 2009

العنصرية الرسمية والشعبية في إسرائيل ضد المواطنين العرب





تقرير عن عنصرية إسرائيل تجاه العرب

وديع عواودة-الناصرة

كشف تقرير جديد أن العنصرية الرسمية والشعبية في إسرائيل ضد المواطنين العرب فيها متغلغلة جدا وتتغذى من رجال الدين والقانون والسياسة ومناهج التدريس دون محاسبة جهاز القضاء لها وتشمل اليهود أيضا.

وقبيل اليوم العالمي لمكافحة العنصرية الموافق غدا أصدر مركز "مساواة" في حيفا تقرير العنصرية للعام 2008 وفيه رصد لمختلف مظاهر التمييز العنصري ضد فلسطينيي 48 الذين يشكلون 18% من مجمل السكان.

ويركز التقرير على ظاهرة قتل 41 مواطنا عربيا منذ انتفاضة القدس والأقصى بيد أفراد أجهزة الأمن أو مواطنين يهود بذرائع واهية علاوة على إصابة العشرات لم تقدم في أغلبيتها لوائح اتهام بحق المجرمين.

ويتطرق التقرير الذي كشف عنه في مؤتمر صحفي في الناصرة إلى ظاهرة رفض تشغيل العمال العرب والتصنيف العرقي في الأماكن العامة والمطارات.

انتهاك المقابر والمساجد
كما يوضح أن الاعتداءات على الحريات والمقدسات وعمليات انتهاك حرمات المساجد والمقابر مستمرة وذلك من قبل أفراد ومؤسسات رسمية لافتا لسلسلة تشريعات عنصرية سنها الكنيست في العام الأخير.

وينوه التقرير إلى مشاركة وسائل الإعلام العبرية في ترويج التحريض ونشر مضامين عنصرية، ويلفت إلى أنها لم تعد محصورة في الهوامش بل تشكل التيار المركزي في الرأي العام كما تدلل استطلاعات الرأي التي تظهر أن 71% من الإسرائيليين لا يرغبون بالسكن بجوار عرب.

وينوه إلى أن وباء العنصرية تفشى في المجتمع الإسرائيلي ويشمل فئات يهودية كالمهاجرين الجدد من روسيا وإثيوبيا والشرقيين إلى حد تشكيل خلية للنازيين الجدد, وأضاف "العنصرية تبدأ بالعرب ولا تنتهي عندهم".

ويؤكد أن إسرائيل تدوس كافة المواثيق الدولية التي تحرم العنصرية رغم توقيعها عليها ومنها اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر/تشرين الثاني 1995 مشيرا إلى عدم اتخاذ المؤسسات الدولية خطوات عملية لمنع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية.

ويرى التقرير بالمدارس مستنقعات تنمو فيها العنصرية نظرا للكم الهائل من المضامين المحرضة على العرب التي تصنع الأفكار النمطية تجاههم، وتتجاهل حقوقهم القومية والمدنية في وطنهم علاوة على مواد تدعو للترحيل وتشيد بـ"أبطال المجازر" بحق الفلسطينيين.

ويوجه "مساواة" انتقادات حادة للجهاز القضائي الإسرائيلي بتجاهل الاعتداءات العنصرية على العرب وحقوقهم.

ويورد التقرير تفاصيل 168 حادثة عنصرية يتعرض لها فلسطينيو 48 في حياتهم اليومية منها حرمانهم من الحصول على قسائم "أراضي دولة" معدة للبناء كونها "لليهود فقط".

شهر العسل والجحيم
ويروي التقرير قصة قرية جسر الزرقا التي تم مساومة منحها قطعة أرض لإقامة مجمع نفايات مقابل خفض صوت الآذان لعدم إزعاج يهود مدينة قيسارية المجاورة إلى جانب منعه أيضا في حي أغلب سكانه عرب في عكا خلال رمضان الماضي.

ويتضمن التقرير قصصا فردية كثيرة جدا ضربت فيها العنصرية الإسرائيلية المواطنين العرب بشكل بالغ منها قيام رجال الأمن في شركة الطيران "أركيع" بتصنيف إيلي أسمر وعروسه أفنان نقولا في مطار إسطنبول وتحقيرهم أمام سائر المسافرين.

ويضيف "قام أولئك بإهانة العروسين ومصادرة حقائبهما وتفتيش جسديهما بشكل مهين فتحول شهر العسل إلى جحيم".

وأكد مدير مساواة جعفر فرح أن وجود سياسات رسمية تقف خلف جرائم العنصرية، ونوه لقيام نائب رئيس الحكومة أفيغدور ليبرمان بالتحريض على العرب كل يوم واعتبارهم "خطرا إستراتيجيا".

وحمل فرح المستشار القضائي للحكومة مسؤولية الصمت على التصريحات العنصرية ضد العرب بحجة حرية التعبير فيما تنتهي هذه حينما تصدر تصريحات عن شخصيات عربية.

أكاديميون عنصريون
وقال معد التقرير خليل حداد إن العنصرية لا تنم عن مستويات شعبية فحسب بل أوساط أكاديمية ودينية وعن رؤساء بلديات أيضا.

وخلال المؤتمر الصحفي اتهم الحاخام والمحامي جلعاد كريب رجال الدين اليهود بالتحريض على العرب وتغذية العنصرية وسط صمت مقلق من قبل الدولة.

ودعا السلطات الإسرائيلية للاستيقاظ قبل الانزلاق بمنحدر العنصرية وحذر من "مستقبل أسود" في حال استمرارها.
الجزيرة -3/21/2008



ليست هناك تعليقات: